أيها الموريتانيون... أيتها الموريتانيات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
ها نحن في منسقية المعارضة الديمقراطية نعود إليكم من جديد حاملين همومكم ومجددين العهد معكم من أجل موريتانيا التي ننشد جميعا.
لقد كنا على موعد معكم بعد الإجازة الماضية لنستعيد أجواء التعبئة والحشد والنضال... وبينما نستعد للإعلان والبدء فاجأتنا أحداث 13 من أكتوبر عندما أصيب رئيس الدولة بطلق ناري دخل على إثره المستشفى العسكري لينقل لاحقا إلى فرنسا محمولا على عجل في طائرة طبية، وقد قدمت أوساط السلطة رواية عما وقع، طعنت فيها سرعتها دون بحث ولا تحقيق وكشفت ضعفها تناقضاتها وأجهزت عليها كثرة القرائن الدالة على تهافتها، ولأن الرواية لم تكن مقنعة فقد لجأ الناس إلى البحث والسؤال والافتراض، فكثرت القصص وتعددت الروايات!
لقد قلنا عندما حدث ما حدث – بغض النظر عن اللبس والتعتيم- أننا لا نتشفى ونقدر للحظة جوها وطبيعتها فتمنينا الشفاء للسيد محمد ولد عبد العزيز وتعاطفنا مع أسرتها وعلقنا برنامجا كنا على وشك الشروع فيه...
ولأن أوساط السلطة لم تقنع بما قالت أو سربت ولأن تعتيما شديدا وقع بد الانتقال إلى فرنسا ولأن إعلانات عن عودة أو ظهور أن نحوهما لم تجد في الواقع ما يصدقها ولأن مشهد الحكم أصبح ملتبسا فقد طالبنا وبوضوح بتقديم إجابات على أسئلة ثلاث:
1- ما الذي حدث، وطالبنا برواية رسمية متكاملة، مصرحا بها وتمتلك مستوى معقولا من الإقناع والمصداقية ومنبثقة عن تحقيق يوفر الحد الأدنى للتثبت والاستقصاء.
2- ماهو الوضع الصحي لرئيس الدولة المصاب، ولماذا التعتيم عليه وأين الكشف الطبي
3- من الذي يحكم البلد الآن ومن الذي يتخذ القرارات وعلى أي أٍاس يعتمد ولما ذا التداخل في الصورة بين من يفترض فيه التفويض – ولا قرينة على ذلك – وبين من يملك قوة الحكم ولم يتركه يوما من الأيام وظل حاضرا فيه على الدوام؟
ومع وضوح هذه الأسئلة التي يطرحها الرأي العام ويتطلع مثلنا إلى إجابات سريعة وجدية عليها فإنه لا مجيب، وأكدت أوساط السلطة بذلك أنها لا تحترم لهذا الشعب حقه في المعرفة والاطلاع وأنها لا تعتبر نفسها مسؤولة أمامه ويلزمها مصارحته بما يكون . أيها المواطنون ... أيتها المواطنات
إن الوطن فوق الجميع ومصالحه واستقراره واستمراره أهم من العواطف ولا تقوى أمامها الادعاءات من هنا كان لا بد لنا في منسقية المعارضة الديمقراطية أن نتحمل مسؤولياتنا ونصارح شعبنا.
إن الفترة التي تتحكم فيها أي جهة مهما كانت طبيعتها ومهما ظنت من أهمية الأوراق التي تملكها في الشعب والدولة قد ولت ولم يعد مقبولا أن يظل شعب يسأل ولا يجاب ويطالب ولا يرد عليه، ويتخوف ولا يطمأن...
إن الموريتانيين مثل سائر الشعوب قد أيقنوا أن لهم حقوقا يلزم احترامها وسلطة لا يقبل اغتصابها ومصيرا لا يتحمل المغامرة...
إننا وبكل مسؤولية وثقة نؤكد لكم أن رواية أوساط السلطة ومروجي دعاياتها عن حادثة إطلاق النار على رئيس الدولة غير صحيحة وهنا نجدد المطالبة بإجراء تحقيق شفاف من جهة ذات مصداقية فيما حدث حتى يعرف الشعب الموريتاني حقيقة ما جرى وملابساته ولدينا كامل الاستعداد للإدلاء بما نملكه لهذه الجهة.
إن غياب أية معلومات رسمية عن الوضع الصحي لرئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز وعجز كل أدوات الدعاية عن إثبات شائعات الرجوع أو ظهور، وغياب أية صورة حية منذ الانتقال إلى فرنسا، والروايات التي نقلت والقرائن الكثيرة والمتعددة تؤكد كلها أننا أمام فراغ واضح في المسؤولية الأولى ولا يخفى على أحد ما للفراغ من مخاطر سواء على الوحدة الوطنية لساكنة البلد ومكوناته المختلفة أو على الدولة وانتظامها وتسييرمصالحها المالية والإدارية وليس تعطل انعقاد الحكومة إلا مظهرا من مظاهره أو على مستوى الجو الإقليمي وما ينذر به من المخاطر الأمنية الجمة، مما يجعلنا نؤكد أن الحل يكمن في فتح مرحلة انتقالية حقيقية تفضي إلى نظام ديمقراطي يتضمن القطيعة التامة مع النهج الأحادي يدخل موريتانيا وشعبها مرحلة يتحقق فيها الاستقرار وتتعزز الوحدة ويتفرغ لحل مشاكل المواطن وهمومه.
ولأننا في منسقية المعارضة الديمقراطية ننطلق من مبدأ أن الوطن أولا وندرك أننا جميعا مسؤولون عن هذا البلد فقواته المسلحة وقوات أمنه مسؤولة عن توفير الأمن وحماية الوطن وسياسيوه وأصحاب الرأي مطالبون بملء الفراغ والسرعة في ذلك في تكامل جمهوري مع السياسي وأصحاب الرأي المسؤولين عن ملء الفراغ ، فإننا ندعوا كافة الأطراف دون إقصاء ولا استثناء إلى الدخول في تشاور وطني مسؤول يأسس على ميثاق وطني ويفضي إلى خروج توافقي من الأزمة الحالية آخذين في عن الإعتبار مخاطر اللحظة داخليا وإقليميا خصوصا بعد التطورات المقلقة في الجار المالي، حيث تعزز نفوذ الإرهاب وجماعات العنف، وحيث تدق طبول حرب ستكون بلادنا من أكثر المتضررين منها.
إننا في منسقية المعارضة الديمقراطية نخاطب شركاء موريتانيا وأصدقاءها ونؤكد لهم أن شعب موريتانيا قد اكتمل نضجه ولن يقبل وصاية من أحد يريد العلاقات الودية مع الجميع ويهمه أن تتعزز الثقة بينه وبين أصدقائه وشركائه فضلا عن إخوانه ولكنه سيد نفسه ولم يعد يساوم في حقه في الاستقلال والعزة والديمقراطية.
أيها الموريتانيون ... أيتها الموريتانيات
إننا اليوم – في المنسقية – وأكثر من أي وقت مضى وشعورا بما تمر به بلادنا وبحجم التحديات داخلها ومن حولها ولأننا نعتبر أستقرار موريتانيا ووحدتها ومصيرها أهم من أي اعتبار آخر نمد اليد للجميع وندعو لفتح صفحة تتوصل فيها الجهات والأطراف وتتعاون على إخراج وطننا العزيز من وضعية لم يعد يخفى على أحد ما فيها من مخاطر ، وهذا وقت المسؤولية وأوان التضحية وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله 16 ذي الحجة 1433هـ الموافق فاتح نوفمبر 2012م
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire