dimanche 5 avril 2015

homélies du pape François pendant la veillée pascale en 2014 et en 2015

عظة قداسة البابا فرنسيس
ببازليك القديس بطرس
سبت النور - 19 أبريل / نيسان 2014


يبدأ إنجيل قيامة يسوع المسيح من الموت مع مسيرة المرأتين نحو القبر، في فجر اليوم التالي للسبت. ذهبتا إلى القبر لتكرّما جثمان الرب، فوجدتا القبر مفتوحا وفارغا. وقال لهما ملاك قوي "لا تخافا!" (متى 28، 5)، وأمرهما بحمل الخبر إلى التلاميذ: "إنه قام من بين الأموات، وها هوذا يتقدمكم إلى الجليل" (متى 28، 7). فتركت المرأتان القبر مسرعتين، ولاقاهما يسوع على الطريق قائلا "لا تخافا! إذهبا فقولا لإخوتي يمضوا إلى الجليل فهناك يرونني" (متى 28، 10).
بعد موت المعلم تبدد التلاميذ؛ تحطّم إيمانهم، وكأن كل شيء انتهى إذ انهار اليقين وانطفأت شعلة الرجاء. لكن إعلان المرأتين، وعلى الرغم من كونه لا يُصدَّق، جاء كشعاع نورٍ في العتمة. انتشر الخبر: لقد قام يسوع من الموت كما تنبّأ ... ثم جاء أمر الذهاب إلى الجليل الذي سمعته المرأتان مرتين، أولا من الملاك ثم من يسوع نفسه: "ليمضوا إلى الجليل فهناك يرونني".
الجليل هو مكان الدعوة الأولى، حيث بدأ كل شيء! العودة إلى هناك، إلى مكان الدعوة الأولى. فقد مرَّ يسوع على ضفاف البحيرة فيما كان الصيادون يُعدّون الشباك. هناك دعاهم، فتركوا كل شيء وتبعوه (راجع متى 4، 18-22).
العودة إلى الجليل تعني إعادة قراءة كل شيء انطلاقا من الصليب والظفر. قراءة كل شيء من جديد ـ العظات، المعجزات، الجماعة الجديدة، الحماسة والارتداد عن الإيمان وصولا إلى الخيانة ـ إعادة قراءة كل شيء بدءا من النهاية، التي هي بداية جديدة انطلاقا من عمل المحبة الأسمى.
هناك جليل لكل واحد منا، في بداية المسيرة مع يسوع. "الذهاب إلى الجليل" يعني شيئا جميلا، يعني أن نُعيد اكتشاف معموديتنا كينبوع حياة، وأن نستقي طاقة جديدة من جذور إيماننا وخبرتنا المسيحية. العودة إلى الجليل تعني قبل كل شيء العودة إلى اللحظة التي لمستني فيها نعمة الله في بداية المسيرة. من تلك الشرارة أستطيع أن أُشعِلَ نار اليوم، ونار كل يوم، وأن أحمِل النور والدفء إلى أخوتي وأخواتي. من تلك الشرارة يُضاء فرح متواضع: فرحٌ لا يسيء إلى الألم واليأس، فرح طيب وبسيط.
يوجد أيضا في حياة المسيحي، وبعد المعمودية، "جليل" أكثر وجودية: خبرة اللقاء الشخصي مع يسوع المسيح، الذي دعاني لاتّباعه والمشاركة في رسالته. في هذا السياق، العودة إلى الجليل تعني أن نحفظ في القلب الذكرى الحية لهذه الدعوة، عندما مر يسوع على دربي ونظر إليّ برحمة وطلب مني أن أتبعه، أن نستعيد ذكريات تلك اللحظة عندما نَظرَت عيناه إلى عينيّ، وعندما أشعرني بأنه يحبّني.
اليوم، في هذه الليلة، يمكن أن يسأل كل واحد نفسه: ما هو جليلي؟ أين هو جليلي؟ هل أتذكره؟ هل نسيته؟ لقد سرتُ في طرقات ودروب جعلتني أنساه. ساعدني يا رب: قل لي ما هو جليلي؛ أنت تعلم أني أريد أن أعود إلى هناك كي التقي بك وأترك رحمتك تعانقني.
إنجيل الفصح واضح: يجب أن نعود إلى هناك كي نرى يسوع القائم من الموت ونصبح شهودا لقيامته. إنها ليست عودة إلى الوراء أو حنينا إلى الماضي. إنما عودة إلى الحب الأول، للحصول على النار التي أضرمها يسوع في العالم، وحملها إلى الجميع حتى أقاصي الأرض.
"جليل الأمم" (متى 4، 15؛ أشعياء 8، 23): أفق القائم من الموت، أفق الكنيسة؛ رغبة عميقة في اللقاء ... فلننطلق!





© Copyright - Libreria Editrice Vaticana






عظة قداسة البابا فرنسيس
ببازليك القديس بطرس
سبت النور - 4 أبريل / نيسان 2015

 
إن هذه الليلة هي ليلة يقظة.
الرب لا ينام، فالحارس يسهر على شعبه (را. مز 121، 4)، ليخرجه من العبودية وليفتح له طريق الحرية.
يسهر الرب وبقوة محبّته يَعبُرُ بِشعبِهِ البحرَ الأحمر؛ ويَعبرُ بِيسوعَ غورَ الموتِ والهاوية.
كانت هذه الليلة ليلة يقظة لتلاميذ وتلميذات يسوع. ليلة ألم وخوف. لقد بقي الرجال محبوسين في العلّية. بينما النسوة، على العكس، فقد ذهبن إلى القبر قبل الفجر في اليوم الذي تلا السبت، ليطيّبن جسد يسوع. كان قلبُهم مملوء عطفًا وكنَّ تتساءلن: "كيف ندخل؟، من سيدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟...". وها هي أول علامة للحدث: قد دُحرِجَ الحجر الكبير والقبر مفتوح!
"دَخَلْنَ القَبْرَ فأَبصَرْنَ شَابّاً جَالِساً عنِ اليَمينِ عَلَيه حُلَّةٌ بَيضاء..." (مر 16، 5). كانت النسوة أُوّل من رأى هذه العلامة العظيمة: القبر فارغ؛ وكنَّ أول من دخله...
" دَخَلْنَ القَبْرَ". سيكون مُفيدًا لنا أن نتوقّف في ليلة السهّر هذه للتفكير في خبرة تلميذات يسوع، إنها خبرة تدعونا نحن أيضا للتفكير. في الواقع، لهذا نحن هنا: كي ندخل، ندخل في السر الذي حقّقه الله بمحبّته الساهرة. إن الفصح لا يمكن عيشه بدون الدخول في سر (الله). إنه ليس بأمر عقلاني، ليس بمعرفة بحتة أو بقراءة... وإنما أكثر من ذلك، أكثر بكثير!
"الدخول في السر" يعني القدرة على الانذهال، وعلى التأمل؛ القدرة على الإصغاء للصمت وعلى سماع همس صمتٍ لَطيف، ذاك الذي من خلاله يكلمنا الله (را. 1 مل 19، 12).  
الدخول في السر يتطلّب منا ألّا نخاف من الواقع: ألّا ننغلق على ذواتنا، وألّا نهرب ممّا لا نفهمه، وألّا نغلق أعيننا امام المشاكل، وألّا ننكرها، وألّا نقصي التَسَاؤُلات...
الدخول في السر يعني تخطي ضماناتنا المريحة، والكسل واللامبالاة التي تُعيقُنا، والبدء في البحث عن الحقيقة، وعن الجمال والمحبة، والبحث عن معنى ذو قيمة، وعن جواب غير تافه للأسئلة التي تضع إيماننا وإخلاصنا وتفكيرنا في محنة.
للدخول في السر نحتاج إلى التواضع، إلى الاتضاع، وإلى النزول من قلعة ذواتنا المتكبرة جدّا، من اعتزازنا؛ نحتاج إلى تواضع تحجيم أنفسنا، وإدراك ما نحن عليه حقا: مخلوقات، لها نقاط قوة وضعف؛ خطأة بحاجة إلى الغفران. للدخول في السر، نحن بحاجة إلى هذا الاتضاع الذي هو عجز، وإخلاء للذات من آلهتها المزيفة... بحاجة إلى السجود. فبدون سجود لا يمكن الدخول في السر.
كل هذا تعلمنا إياه تلميذات يسوع. لقد سهرن، في تلك الليلة سويا مع الأم. وهي - الأم العذراء – قد ساعدتهن على عدم فقدان الإيمان والرجاء. هكذا لم يبقين أسيراتٍ للخوف والألم، وإنّما خرجن مع نور الفجرِ، حاملات الطيب بقلب ممسوح بزيت المحبة. لقد خرجن ووجدن القبر مفتوحا، فدخلن. سهرنَّ، وخرجن ودخلن في السر. دعونا نتعلم منهن السهر مع الله ومع مريم، أمنا، كي ندخل في السر الذي يَعبُرُ بِنا من الموتِ إلى الحياة.  

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2015


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire